حزب الله يهدد قبرص. وهنا لماذا.
وجدت قبرص نفسها في مركز اهتمام العالم هذا الأسبوع عندما هدد زعيم حزب الله باستهداف الدولة الجزيرة الصغيرة إذا دعمت إسرائيل في جهود الحرب المحتملة.
وسط تصاعد العنف بين الميليشيات اللبنانية القوية المدعومة من إيران والجيش الإسرائيلي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حذر حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، يوم الأربعاء من أن الجماعة المسلحة ستعاقب قبرص إذا سمحت لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لاستهداف لبنان، قائلاً إنها ستكون “جزءاً من الحرب”.
وجاء تحذير السيد نصر الله في الوقت الذي كان فيه زعماء العالم يسعون جاهدين لاحتواء الصراع بين إسرائيل وحزب الله على الرغم من الجهود الواضحة التي يبذلها الجانبان لمنع دورة الضربات والضربات المضادة من التصاعد إلى حرب شاملة.
فيما يلي نظرة فاحصة على كيفية جر قبرص إلى هذا الوضع.
ما هي العلاقة بين قبرص وإسرائيل؟
وترتبط قبرص وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وسياسية واستراتيجية. وأجرى جيشاهما مناورات مشتركة وتبادلا الزيارات، ولدى البلدين برنامج للتعاون الدفاعي، وفقا لوزارة الدفاع القبرصية. وتتمتع قبرص بعلاقات مماثلة مع العديد من الدول الأخرى، بما في ذلك بريطانيا ومصر وفرنسا، وعلى وجه الخصوص، لبنان.
ولدى قبرص أيضًا “ملحق دفاعي” في إسرائيل – وفي حوالي عشرين دولة أخرى – كجزء مما تسميه “الدبلوماسية الدفاعية النشطة”.
وهناك اتفاقية تعاون إضافية بين قبرص واليونان وإسرائيل، تقول قبرص إنها تهدف إلى “تعزيز السلام والاستقرار والأمن في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
كيف ردت قبرص على تهديد حزب الله؟
وكتب الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء أن بلاده “لم تشارك في صراعات الحرب بأي شكل من الأشكال”. وأضاف أن قبرص تحتفظ بقنوات اتصال مع حكومتي لبنان وإيران، وشدد على أهمية الدبلوماسية.
وساعدت قبرص في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق البحر، واستخدم الجيش الأمريكي الدولة الجزيرة لنقل المساعدات إلى المنطقة التي مزقتها الحرب.
وشدد السيد خريستودوليدس في بيانه على أن قبرص كانت “جزءاً من الحل”، في إشارة واضحة إلى جهود البلاد للمساعدة في إيصال المساعدات إلى غزة.
كيف كان رد فعل العالم؟
وحاول مسؤولون من الحكومة اللبنانية تهدئة مخاوف نظرائهم القبارصة اليوم الخميس، مؤكدين لهم التزام لبنان بالسلام. ورغم أن حزب الله يمثل قوة سياسية هائلة في لبنان، فقد خسرت كتلته البرلمانية الأغلبية في الانتخابات الوطنية المقررة عام 2022، ولا تمثل مواقفه دائما الموقف الحكومي الرسمي.
كما أدان حلفاء آخرون لقبرص تهديد حزب الله.
بيتر ستانو المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي الذي تعد قبرص عضوا فيه يوم الخميس وأعرب عن دعمه لقبرصقائلا إن “أي تهديد ضد إحدى دولنا الأعضاء هو تهديد ضد الاتحاد الأوروبي”.
ووصف ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، تعليقات السيد نصر الله بأنها “غير مثمرة على الإطلاق”.
وأضاف في مؤتمر صحفي يوم الخميس: “نفضل أن يسعى حزب الله إلى التوصل إلى حل دبلوماسي”.