ما هي خريطة نتنياهو و”خطته لغزة”؟ | أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
في الثاني من سبتمبر/أيلول، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شاشة التلفزيون للحديث عن الحرب على غزة.
وبعد أن قادت حركة حماس الفلسطينية عملية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قُتل خلالها 1139 شخصاً في إسرائيل وتم أسر 250 آخرين أو نحو ذلك، شنت إسرائيل حرباً على غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني هناك.
وقد تزايدت الضغوط الدولية والداخلية على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يؤدي إلى عودة الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء القتال والإفراج عن السجناء الفلسطينيين.
لكن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو أشار إلى أنه لا ينوي الموافقة على وقف إطلاق النار.
وبدلا من ذلك، قدم خطة لمستقبل فلسطين. إليك كل ما تحتاج لمعرفته حول هذا الموضوع:
ما هو كل هذا؟
وعندما ظهر نتنياهو على شاشة التلفزيون، وقف أمام خريطة عملاقة وفي يده مؤشر محكم. وكانت الخريطة تحمل قنابل كرتونية مرسومة على غزة، تتخللها رسوم كاريكاتورية “رجال ملثمون”.
لقد كان هناك ليقدم عرضًا رائعًا حول ما يريد أن يفعله في قطاع غزة المحاصر، ظاهريًا، ولكن الغائب بشكل ملحوظ على الخريطة هو الضفة الغربية المحتلة.
ماذا يريد أن يفعل بغزة؟
واقترح عرض نتنياهو تقسيم غزة إلى ثلاثة أجزاء، مما يجعل من غير الممكن التعرف عليها.
فهو يريد إبقاء المنطقة بأكملها شمال المحور الذي قطعه الجيش الإسرائيلي عبر القطاع تحت مدينة غزة، ممر نتساريم، مدمرا.
لن تكون هناك إعادة إعمار ولن يُسمح للناس بالعودة إلى منازلهم.
وادعى أن هذا سيكون حتى تتمكن القوات الإسرائيلية من العمل على تفكيك أي بنية تحتية للأنفاق أو “أعشاش” حماس في تلك المنطقة.
وسيظل القطاع الواقع في أقصى جنوب غزة، وهو ممر فيلادلفي، تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، في حين سيتم بناء ممر ثالث جديد بين رفح وخانيونس وتسيطر عليه إسرائيل أيضًا.
لكن نتنياهو لا يريد أن تتورط إسرائيل في إدارة شؤون أكثر من مليوني مدني تخطط لإبقائهم نازحين، واقترح بدلاً من ذلك أن تتولى سلطة مدنية محلية رعاية هؤلاء.
وماذا عن الضفة الغربية المحتلة؟
حسنًا، كما ذكرنا أعلاه، يبدو أن خطته تهدف إلى محو الضفة الغربية المحتلة.
وأظهرت الخريطة التي نقر عليها نتنياهو للتأكيد أن الضفة الغربية تم ضمها بالكامل إلى إسرائيل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تصل فيه الهجمات الإسرائيلية على مخيمات اللاجئين والبلدات في الضفة الغربية المحتلة إلى مستويات عالية جديدة، وهو عرض لما قد يكون الهدف النهائي لنتنياهو.
لماذا ممر فيلادلفي؟
وتقع فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وكان نتنياهو يدعي أن إسرائيل وحدها هي التي يمكنها السيطرة على هذا المعبر الحدودي لمنع حماس من تهريب الأسرى لديها خارج غزة أو تهريب الأسلحة وغيرها من البضائع المهربة إليها.
وعلى الرغم من التصريحات العلنية العديدة التي أدلى بها أشخاص من داخل حكومته ومؤسسته الأمنية، إلا أنه ظل يصورها على أنها “حجر الزاوية” لأمن إسرائيل.
لكن المحللين يعتقدون أن تركيز نتنياهو على ممر فيلادلفي يعود لسبب مختلف: محاولة عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال زاكاري لوكمان، الخبير في شؤون إسرائيل وفلسطين في جامعة نيويورك، لقناة الجزيرة: “إنه في الأساس ذريعة يستخدمها نتنياهو في هذه المرحلة”.
لماذا يريد نتنياهو عرقلة وقف إطلاق النار؟
سؤال ممتاز. هذا الإصرار على محور فيلادلفيا يعطل المفاوضات، وذلك أيضاً لأن مصر الوسيط تعارض تماماً وجود إسرائيل هناك.
عدم وقف إطلاق النار يعني أن الأسرى الذين تم أسرهم إلى غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول لن يعودوا في أي وقت قريب، وهي حقيقة تثير غضب عائلاتهم وأصدقائهم ورفاقهم الإسرائيليين الذين يحتجون بأعداد كبيرة.
كل هذا يبدو وكأنه وضع ينبغي لنتنياهو أن يرغب في تجنبه، لكنه ليس كذلك. ويقول محللون وحتى بعض المسؤولين الأميركيين إنه ينوي فعلياً تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار من أجل إطالة أمد بقائه في السلطة وتجنب التعامل مع قضايا الفساد المرفوعة ضده.
إذن هل تبقى القوات الإسرائيلية في غزة؟
وفقاً لخطة نتنياهو المقترحة، نعم.
وتحتفظ إسرائيل بالسيطرة على ممر نتساريم الذي يقسم شمال وجنوب قطاع غزة، وممر فيلادلفي الذي يقع على الحدود مع مصر.
علاوة على ذلك، فإن “الحاجز الأمني” الذي بنته إسرائيل في قطاع غزة سيظل قائما، وسوف تستولي إسرائيل على شريط واسع من الأراضي في شمال غزة.
فهل سيتم السماح أخيراً بدخول المساعدات إلى غزة على الأقل؟
وفقا للخريطة التي شاركها إيتاي إبشتين على موقع X، سيتم إنشاء منطقتين – واحدة في ممر نتساريم وواحدة في الممر الجديد الذي سيفصل بين رفح وخان يونس.
وهذا هو المكان الذي سيتم فيه توزيع المساعدات نظريًا، مما يخلق عوامل جذب لإبقاء الناس يركزون حول هذين المحورين.
اكتشاف المزيد من موقع علم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.